احصائيات

الفلسفة التربوية 
لم يسهم ما تكتبه جهات تربوية في وضع فلسفة تربوية جديدة تناسب المرحلة التاريخية الحساسة التي يمر بها العراق . فما كتب بأنه من الفلسفة التربوية ومن المناهج والوسائل والأهداف التي تتصل بها لا يناسب في أهميته وحجمه هذه المواضيع المهمة التي تضمن الدستور العراقي مبادئها العامة..
ومن هنا نجد أنفسنا بحاجة الى تلافي الوضع الخطير الذي نحن فيه وتوجيه عملية التربية والتعليم في خلال هذه المرحلة والمراحل اللاحقة الى ما فيه ضمان نجاح المهمة التربوية والتعليمية وانتشال بلدنا مما هو فيه لأننا نؤمن أن ما يعاني منه هو أزمة ثقافة وتربية منحرفة عمل النظام السابق جاهداً على أن يرسخها فأثمرت وعياً منحرفاً يعبرعن الفكر الاستبدادي الذي لا يعترف بالآخر بل يلغيه أو ينهي وجوده . فهل وضعنا هذا أمامنا ونحن نهيئ لعملية تربوية جديدة ونكتب فلسفة تربوية جديدة باعتبار أن الفلسفة التربوية تراعي فيما تراعي الظروف الآنية والسابقة التي استدعت وضع ما هو جديد . ومن هنا ينبغي  لواضعي الفلسفة التربوية أن يبادروا الى تقويم العملية التربوية السابقة فيعيدوا صياغة مناهجها ويعملوا على تطويرها وتعديلها بحيث تواكب فلسفة التربية الجديدة من جهة والظرف التاريخي الذي نعيش فيه من جهة أخرى ، ففلسفة التربية في كل بلد تبنى في ضوء حاجات المجتمع ومقدرات الأفراد وإمكاناتهم بحيث تلبى تلك الحاجات ضمن تلك الإمكانات. ومن هنا أيضا ينبغي لهم أن يأخذوا بعين الاعتبار النظام السياسي الجديد الذي أسسناه والمتمثل بالديمقراطية والتي يجب أن تكون نظاماً حياتياً شاملاً لكي تنجح نظاماً سياسياً لهذا كان يفترض تقديم المفهوم التربوي للديمقراطية وتأكيد مسألة ممارستها من خلال العملية التعليمية ، وأن تتوفر في المنهاج المدرسي وفي غرفة الصف وفي أساليب التدريس والأنشطة والوسائل التعليمية كافة.
إن الذي يجب تأكيده والتركيز عليه من أهمية الانطلاق من فلسفة تربوية جديدة هو مالها من انعكاسات سلوكية مباشرة أو غير مباشرة على مستوى السلوك الفردي والجماعي وكذلك على الواقع التربوي والتعليمي . ولأجل ما يكون لها من انعكاسات كثيرة فإن على واضعي هذه الفلسفة أن يتساءلوا عند وضعها : هل تستطيع أن تؤدي دورها في تشكيل الوعي المطلوب وهل تخدم أهداف التنمية الإنسانية المنشودة أم تساهم في حالة الضعف والتشتت والانحسار العام وخلق التطرف والعنف.
نحن لا ننكر حجم مهمة وضع فلسفة للتربية والتعليم في بلدنا ولا الصعوبات التي تواجه هذه المهمة وما تتطلبه السياسات التربوية المخربة السابقة والتي ما تزال تفعل فعلها في الأجيال ، وأهم ما ينبغي أن نضعه في حسباننا ونحن نضع فلسفة للتربية والتعليم هو : كيف نحقق حالة ((التعايش مع الآخر)) وهي الغاية التربوية التي نحن بحاجة ماسة إليها ..





حقوق النشر محفوظة Copyright © 2012, dr-batol.com, All Rights Reserved