احصائيات

قرار وطني :
الى معالي وزير النقل ..
تؤكد مشكلة ميناء مبارك أن تاريخ الكويت هو تاريخ إثارة المشاكل والتآمر على العراق بتوجيه من الدول الامبريالية التي ترتبط بها ، ففي الوقت الذي يعاني فيه العراق من اشتداد الأزمة الداخلية واشتداد الضغوط الخارجية التي ترهق العملية السياسية تفاجئنا الكويت بهذه المؤامرة التي لا مصلحة لها فيها غير الإضرار بالعراق ، وقد تجاوزت في عملها هذا حتى قرار مجلس الأمن 833 مع أنه كان لمصلحتها وكان جائرا بحق العراق وكان من المفترض أن يلغى لأنه فرض عليه بسبب تجاوزات النظام السابق . 
لقد أعلن السيد وزير النقل - وهو يتصدى لمشروع ميناء مبارك - أن وزارته بادرت الى الشروع ببناء ميناء الفاو الذي ينهي المشروع الكويتي ويوقف أضراره على العراق وتم اختيار المكان وتثبيته وشرعت الشركات الايطالية المكلفة بالأمر بإعداد التصاميم ومن المؤمل البدء بالعمل به في مطلع العام 2012 ، وأضاف أنه ترد اليهم دائما دعوات من شركات عالمية متخصصة من أجل القيام بالمشروع . وكان التأخر في بناء الميناء هو ما شجع الكويت على انشاء ميناءها وقد صرح بتقديم استقالته إذا عجز عن الإيفاء بتعهداته بانجاز المشروع  ..
لقد أحس الشعب – وهو يكاد يترنح من ضربات العهد الجديد ومن ممارسات فساد السياسيين والمسؤولين الذين نزلوا بالعراق الى الدرك الأدنى - أحس بالارتياح والفخر من حماسة السيد الوزير ومن موقفه الوطني وشعر أن هناك من الساسة من يجعل من منصبه وسيلة للانتصار للوطن ولخدمته وداخله الأمل بأن تعبه على العملية السياسية وتضحياته الجسيمة فيها لم تذهب كلها سدى فموقف السيد الوزير بث فيه الأمل بأن الجهود ستنتصر حتى لو لم ير سوى القليل من مثل هذه المواقف العالية ، فها هو الوزير يطل بهذا العنفوان فتنتعش الآمال ثم يبادر الى مصارحة الشعب بحقيقة ما يجابه المشروع من مشكلة وهي التخصيصات المالية التي تشكل العائق الكبير في عدم البدء به . وهنا علينا نحن الشعب أن نفكر مع السيد الوزير ويجب أن نبادر لنؤازر مبادرته .. والذي فكرنا به هو أن نعلن نحن أبناء الشعب العراقي أننا على استعداد لأن نتكلف بتوفير الميزانية اللازمة لإيصال مشروع الفاو في الأقل الى المرحلة التي تكفل القوانين الدولية فيها مشروعية ميناء الفاو وعدم مشروعية ميناء مبارك . ونطلب من السيد الوزير أن يتقدم الى الشعب العراقي بطلب الاستثمار في مشروع الفاو والإيعاز بسرعة بتأمين الحصول على المساهمات المالية للمواطنين وإصدار السندات وأن لا توضع تحديدات على قيمة هذه المساهمات لكي لا يحرم من شرف المساهمة فيها أحد فيقبل من كل أحد حسب امكاناته المادية . وسترون كيف ستكون مباراة وطنية يتسابق فيها الجميع لنيل هذا الشرف الكبير  الذي ينظرون اليه بأنه جهاد وطني ضد خطر يتهدد العراق ، ومن منهم يتوانى عن أن يدرأ عن العراق بنفسه فكيف بماله ؟ ونحسب أنهم سينفقون مما يحبون وسيجود كل بما يملك ومن لا يملك سيقدم أضعف إيمانه وقد يكون اصغر عملة نقدية يستطيع توفيرها ، وستتبارى المدن والقرى وكل منها تريد أن تفوز على الأخرى وسنرى العراق كله في حركة دؤوب وقد شدته غاية وطنية سامية هي الدفاع عن حق العراق وكرامته ، فالسياسيون في العراق لا يدركون كيف أوغل في الناس عميقا نصل التصريحات التي صدرت عن هذا المسؤول الكويتي أو ذاك ممن يقصد تحدي العراق وأهله وإذلالهم وكأنه يقول لهم أنتم أضعف من أن تفعلوا شيئا، هذه المحافل الدولية أمامكم فاذهبوا أنى شئتم وانظروا ماذا ستحصلون  ؟ .. وهؤلاء ينطلقون في هذا من ضعف موقف الحكومة العراقية ولم يضعوا الشعب في حساباتهم ويظنون أنه انتهى بالعنف والإرهاب وبالتفرقة .. ولكنه يرد عليهم بالقول : رب ضارة نافعة .. ونحسب أنه سيجد في فعل الكويت القضية الوطنية التي ستجمع فئاته المختلفة ، وربما سينتبه الداعون الى المصالحة الوطنية أنهم لو اتخذوا من مثل هذه القضية موضوعا لمشروعهم لنجحوا أيما نجاح ولجمعوا قلوب كل الناس على قضية واحدة منذ زمن بعيد ولقضوا على محاولات التمزيق والتفرقة الوطنية ولقضي على كل الفتن التي عبثت بنا . فهبوا يا أبناء الوطن الى نصرة قضية الوطن وأعلنوه جهادا وسموه جهاد بناء ميناء الفاو وليمد كل منكم يده إليه ولتلتقي كل الأيدي ومن ورائها كل القلوب ولتتعالى الهمم ولتتسارع الخطى وقولوا للأعداء أنكم لم تحسبوا لنا حسابا وها نحن قررنا أن نبني ميناءنا بمالنا وسواعدنا ، إننا وجدنا سر وحدتنا فمن يجرؤ على أن يفكر باستفزازنا بعد أن أصبحنا همة واحدة ويدا واحدة وقضية واحدة .. لقد صمم العراقيون على بناء مينائهم فمن يصمم على تحديهم ..؟ إننا بلسان واحد نقول لمعالي الوزير : إنك لن تستقيل لأن إرادتك ارتقت الى مستوى أرادة الشعب ..





حقوق النشر محفوظة Copyright © 2012, dr-batol.com, All Rights Reserved