احصائيات

إعطني مسرحا ..
في مقابلة مع الفنان عزيز خيون وهو فنان قدير وملتزم  عبر عن همومه وتطلعاته إزاء النشاط المسرحي في العراق الذي كان من طلائع المسرح العربي والذي آل الى حالة بائسة وهو يطالب الآن بإعطائه مسرحا مهما كان حجمه ليعطينا جمهورا بمستوى المسؤوليات الجسام التي توجبها عليه طبيعة المرحلة التي يمر بها العراق ، فالمسارح دمرت ولم يبق الا مسرح وطني واحد وهو لا ينهض لوحده بأداء هذه المهمات الكبيرة . هذا الفنان الملتزم  -ومثله مسرحيون آخرون - يحاول إعادة النشاط المسرحي من خلال جهوده الذاتية ولكن هذه الجهود تصطدم بعقبات كثيرة تجعل من اللازم توفر دعم من الدولة لكي ينهضوا بهذه المهمة الكبيرة . الذي يطالب به هذا الفنان هو أداة يراها فعالة في القضاء على ثقافة مشبوهة أرادها الاحتلال وعمل على إشاعتها في العراق وهو يرى أننا لا نستطيع القضاء على هذه الثقافة الا بثقافة أخرى مضادة لها وأنتم تعرفون دور المسرح في عملية البناء الفكري للجماهير وفي عملية التنمية الاجتماعية ، والنشاط المسرحي يعد من أهم الأنشطة الثقافية التي تحظى بأهمية بالغة في كل الدول المتحضرة ولم يعد دور المسرح دوراً ترفيهياً ونشاطاً ثقافياً وحسب بل للمسرح دور سياسي واجتماعي مؤثر وله دور كبير في بث وترسيخ الوعي العام والتركيز على المسائل المؤثرة في حياة الشعوب وعلى هموم ومعاناة أبنائها .. انه أداة من أدوات التغيير ووسيلة فعالة لبث الوعي السياسي والاجتماعي وكذلك المتعة التي تستند الى الذوق الفني السليم...    وقد نال النشاط المسرحي في العراق كبقية الفنون الأخرى التشويه الكثير في زمن النظام الدكتاتوري الذي كرس المفهوم الخاطئ للمسرح باعتباره أداة ترفيهية تقدم
ثقافة بائسة هزيلة . و قد انتشر في ذلك الزمن ما يسمى بالمسرح التجاري والتهريجي الذي زيف الواقع الاجتماعي وبث مفهوماً خاطئاً وسيئاً لمفهوم ودور المسرح فالمسرح ليس منبراً للتهريج ، المسرح رسالة هادفة تدعو الى فهم الواقع الاجتماعي بغية تغييره وتجديده وتحديثه. لقد كان هدف النظام الفاشي من ذلك تشويه وتزييف وعي الشعب لإبعاده عن متابعة مشاكله الحقيقية . فما أحرانا اليوم ونحن نريد إرساء أسس ثقافة وطنية ان نهتم بالنشاط المسرحي . وان ندعم ونساند بكل قوة دعوة هذا الفنان القدير – عزيز خيون - وكل دعوة الى تنشيط المسرح ذي المضمون الهادف الذي يقف الى جانب الشعب في تفاصيل حياته اليومية وان نكثف من النشاط المسرحي وخصوصاً وفي أوقات المحن التي نمر بها الآن .إننا ندعو اليوم ونحن في أمس الحاجة الى مثل هذه الجهود الخيرة الى تنشيط عموم الحركة الثقافية الهادفة وإلى تنشيط النشاط المسرحي الهادف للوقوف بالضد من الثقافة الظلامية التي تفرخ الإرهاب والموت والدمار والمعادية للإنسان .  وهي مهمة كبيرة تقع على عاتق كل المثقفين في هذا الزمن الصعب لترسيخ المفهوم الصحيح ولا ننسى المقولة الشهيرة : اعطني مسرحاً أعطيك شعباً مثقفا . 



حقوق النشر محفوظة Copyright © 2012, dr-batol.com, All Rights Reserved